سیرة آیة الله الدکتور محمد صادقی تهرانی
المجالات العلمية للفقيه الفقيد آية الله العظمى محمد صادقي طهراني
المجالات والأبعاد العلمية لهذا العالم الوحيد الذي هو من مصاديق الآية الکريمة «الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلا اللَّهَ» ولا تلوم لائمة له الا صراط الحق، هکذا نبين لکم بأنهُ جامع المعقول والمنقول، من مصاديق الوحدة بين الحوزات والجامعات.
٭ مؤلّف تفسير الشريفة الفرقان بالقرآن والسنة. وقد قال عنه المرحوم العلاّمة الطباطبايي(ره) انَّ تفسير الشريفة الفرقان هوافتخارٌ وبصيرة عيني.
٭ محيي قانون (عرض على الکتاب) بطريقة تحليلية لا تحميلية في العلوم الحوزوية.
٭ مفکّرٌ حرٌّ في تفسير القرآن بالقرآن والسنة.
٭ نافي أکثر من خمسة ومائةُ فتاوى فقهية علىخلاف القرآن الکريم.
٭ ناقد ومعارض لأکثر بحوث الأصول الفقهية الموسومة بالحوزات العلمية.
٭ يُذکر 660 تناقض في منطق الأرسطوئية في مؤلفاته
٭ نافي ومعارض الأرکان الأصلية من الفلسفة الالتقاطية اليونانية ـ الاسلامية
٭ ناقد لبعض من مباني العرفان النظري الحوزوي
٭ ناقد العلم النحو ولبعض من اللغات العربية على ضوء القرآن الکريم
٭ مؤلّف تفسير الشريفة الفرقان بالقرآن والسنة. وقد قال عنه المرحوم العلاّمة الطباطبايي(ره) انَّ تفسير الشريفة الفرقان هوافتخارٌ وبصيرة عيني.
٭ محيي قانون (عرض على الکتاب) بطريقة تحليلية لا تحميلية في العلوم الحوزوية.
٭ مفکّرٌ حرٌّ في تفسير القرآن بالقرآن والسنة.
٭ نافي أکثر من خمسة ومائةُ فتاوى فقهية علىخلاف القرآن الکريم.
٭ ناقد ومعارض لأکثر بحوث الأصول الفقهية الموسومة بالحوزات العلمية.
٭ يُذکر 660 تناقض في منطق الأرسطوئية في مؤلفاته
٭ نافي ومعارض الأرکان الأصلية من الفلسفة الالتقاطية اليونانية ـ الاسلامية
٭ ناقد لبعض من مباني العرفان النظري الحوزوي
٭ ناقد العلم النحو ولبعض من اللغات العربية على ضوء القرآن الکريم
قصص من حیاته
وُلِدَ في بيت العلم يوم الخامس من ربيع عام 1305 (هـ ش) في مدينة طهران بايران. وکان والده المرحوم الحاج الشيخ رضا لسان المحققين من الوعّاظ والخطباء المعروفين في طهران.
وغَرُبَ شمس عالم التشيّع والفقيه المصلح القرآني في اليوم الخامس من ربيع عام 1390 (هـ ش) بعد مضي خمسة وثمانون سنة من عمره المبارک في طريقة اعتلاء الأفکار القرآنية الوحيدة وسنة رسول الله(ص) والمعصومين من عترته المبارکة التي لا بديل لها.
سعى في تمام لحظات حياتهِ لثورةٍ قرآنية وجاهد على الظلم والنفاق لاحياء جميع أبعاد العلوم الدينية والحوزوية والمجالات الاجتماعية.
دافع عن ولاية المعصومين المحمديين (صلوات الله عليهم أجمعين) حتى ألّفَ آثاره القرآنية القيمة وکان يدافع عن الاحکام المهجور القرآنية حتى صار مهجوراً في بيته، سلامٌ عليه يوم وُلِد ويوم يموتُ ويوم يُبعث حيّاً.
وغَرُبَ شمس عالم التشيّع والفقيه المصلح القرآني في اليوم الخامس من ربيع عام 1390 (هـ ش) بعد مضي خمسة وثمانون سنة من عمره المبارک في طريقة اعتلاء الأفکار القرآنية الوحيدة وسنة رسول الله(ص) والمعصومين من عترته المبارکة التي لا بديل لها.
سعى في تمام لحظات حياتهِ لثورةٍ قرآنية وجاهد على الظلم والنفاق لاحياء جميع أبعاد العلوم الدينية والحوزوية والمجالات الاجتماعية.
دافع عن ولاية المعصومين المحمديين (صلوات الله عليهم أجمعين) حتى ألّفَ آثاره القرآنية القيمة وکان يدافع عن الاحکام المهجور القرآنية حتى صار مهجوراً في بيته، سلامٌ عليه يوم وُلِد ويوم يموتُ ويوم يُبعث حيّاً.
وأمّا بعد: ـ
طلبَ مرکز الثورة الاسلامية في ايران من الفقيد في الشهر الثالث من ربيع عام 1373 (هـ ش) أن يکتب قصصه بقلمه المبارک.
طلبَ مرکز الثورة الاسلامية في ايران من الفقيد في الشهر الثالث من ربيع عام 1373 (هـ ش) أن يکتب قصصه بقلمه المبارک.
بسم الله الرحمن الرحيم
أتممتُ الصف الثاني الابتدائي وکان عمري ثلاثة عشر سنه، وبعدها، تابعتُ وأتممتُ دروس العرفان والأخلاق والتفسير للمرحوم آية الله العظمى ميرزا محمدعلي شاهآبادي (الاستاذ الکبير للمرحوم الامام الخميني) وقد قضيتُ سنة من عمري في دروس المقدمات (أدبيات العرب) الحوزوية، وبعدها ذهبت الى قم في عام 1320 (هـ ش) واکملتُ دروس السّطح الحوزوية خِلال ثلاثة سنوات.
وأمّا بعد: ـ
ذهب المرحوم آية الله العظمى بروجردي في سنة 1323 (هـ ش) الى قم وکنتُ أشارک في دروسهِ بجدٍ، بحيث کنت (صاحب الرأي) ولم أقلّد أحداً في المسائل الفقهية وبالطبع کنتُ أحضر وأفيضُ دروس الفقه والفلسفة والعرفان وسائر العلوم الاسلامية من الأساتذه الآخرين.
لکن المحور الأساسي في تفکيري والمنقلب الأساسي الأول کان عند المرحوم آية الله العظمى الطباطبائي، الذي کان الدليل الأساسي طوال عمري في استمرار الدرجات التفسيرية والعرفان الفلسفي والأخلاق.
کنتَ أخضر الدروس لمدة سنتين، وخلال رحلاتي الکثيرة من قم الى طهران، کنتُ أحضر الدروس الفلسفية للمرحوم آية الله العظمى ميرزا مهدي آشتياني و ميرزا أحمد آشتياني وإستفضتُ کثيراً على الرغم من أنَّ الدروس القلمية من المرحوم شاهآبادي کانت الأساس الأول.
وبعد عشر سنين من عمري في قم، هاجرتُ إلى طهران، کان لي نشاطاتٌ کثيرة في المجالات العلمية والسياسية مع المرحوم آية الله العظمى سيد أبوالقاسم کاشاني في قيام النفط على الحکومة الظالمة، وکنتُ مع المرحوم آية الله العظمى الحاج سيد أحمد خانساري والمرحوم آية الله العظمى الحاج الشيخ محمدتقي آملي مرتبطاً في المجالات الفقهية. وخلال إقامتي عشرين عاماً في طهران وصلتُ لدرجة بکلوريوس في الحقوق وعلوم التربية والفلسفة والفقه. ثم الى درجة الدکتوراه العالية في المعارف الاسلامية من جامعة المعقول والمنقول بدون شرط حضور في الصف وهي نجاحي في امتحانات جامعة طهران.
وکنتُ أدرّسُ الفلسفة الاسلامية في نفس الجامعة لمدة ثلاث سنوات على ضوء القرآن وسنة رسولالله(ص) من نصوص کتاب «آفريدگار» و«آفريده» (الخالق والمخلوق)
وقد کان لي حفلات على المحورين العلمي والسياسي ضد الحکومة الشاهنشاهية في سبعة نقاط من طهران، وکان اکثر الحاضرين من الجوامع المختلفة. وايضاً کنت أخطب في المراکز العلمية والجامعات وکان لي في کل مجال علمي وسياسي کلام جديد وجذّاب مما جعلني مهدداً من قبل الحکومة الشاهنشاهية.
ذهب المرحوم آية الله العظمى بروجردي في سنة 1323 (هـ ش) الى قم وکنتُ أشارک في دروسهِ بجدٍ، بحيث کنت (صاحب الرأي) ولم أقلّد أحداً في المسائل الفقهية وبالطبع کنتُ أحضر وأفيضُ دروس الفقه والفلسفة والعرفان وسائر العلوم الاسلامية من الأساتذه الآخرين.
لکن المحور الأساسي في تفکيري والمنقلب الأساسي الأول کان عند المرحوم آية الله العظمى الطباطبائي، الذي کان الدليل الأساسي طوال عمري في استمرار الدرجات التفسيرية والعرفان الفلسفي والأخلاق.
کنتَ أخضر الدروس لمدة سنتين، وخلال رحلاتي الکثيرة من قم الى طهران، کنتُ أحضر الدروس الفلسفية للمرحوم آية الله العظمى ميرزا مهدي آشتياني و ميرزا أحمد آشتياني وإستفضتُ کثيراً على الرغم من أنَّ الدروس القلمية من المرحوم شاهآبادي کانت الأساس الأول.
وبعد عشر سنين من عمري في قم، هاجرتُ إلى طهران، کان لي نشاطاتٌ کثيرة في المجالات العلمية والسياسية مع المرحوم آية الله العظمى سيد أبوالقاسم کاشاني في قيام النفط على الحکومة الظالمة، وکنتُ مع المرحوم آية الله العظمى الحاج سيد أحمد خانساري والمرحوم آية الله العظمى الحاج الشيخ محمدتقي آملي مرتبطاً في المجالات الفقهية. وخلال إقامتي عشرين عاماً في طهران وصلتُ لدرجة بکلوريوس في الحقوق وعلوم التربية والفلسفة والفقه. ثم الى درجة الدکتوراه العالية في المعارف الاسلامية من جامعة المعقول والمنقول بدون شرط حضور في الصف وهي نجاحي في امتحانات جامعة طهران.
وکنتُ أدرّسُ الفلسفة الاسلامية في نفس الجامعة لمدة ثلاث سنوات على ضوء القرآن وسنة رسولالله(ص) من نصوص کتاب «آفريدگار» و«آفريده» (الخالق والمخلوق)
وقد کان لي حفلات على المحورين العلمي والسياسي ضد الحکومة الشاهنشاهية في سبعة نقاط من طهران، وکان اکثر الحاضرين من الجوامع المختلفة. وايضاً کنت أخطب في المراکز العلمية والجامعات وکان لي في کل مجال علمي وسياسي کلام جديد وجذّاب مما جعلني مهدداً من قبل الحکومة الشاهنشاهية.
الهجرة الى النجف الأشرف
في سنة 1341 (هـ ش) ليلة ارتحال المرحوم آية الله العظمى بروجردي(ره) في مسجد أعظم بمدينة قم المقدسة اعتليت المنبر لأول مرة لأندد بحکومة الشاه واظهار مستندات تبين ظلم هذه الحکومة الطاغية لذا تم محاکمتي غيابياً من قبل المخابرات والأمن الشاهنشاهي وکانوا قد حکموني بالاعدام فهاجرتُ من ايران مخفياً الى السعودية في موسم الحج في مکة والمدينة، وقد استمرت مقاومتي للحکم الطاغي في ايران عن طريق اعتلاءي المنابر وتوزيع المنشورات باللغتين الفارسية والعربية مما أَدّى الى اعتقالي من قِبَل السلطات السعودية أثناء اداءي مراسيم الحج والعمرة التي أديتهما وأنا تحت الحراسة المشددة من قبل الأمن السعودي الا اني وبرحمة القادر بسبب الحشد الجميع ولأستدلالاتي الواضحة وتحَصُّنْ علماء العراقيين في المسجد الحرام تَمَکَّنتُ من الرحيل الى العراق. وقد واکملتُ الثورة العلمية القرآنية والسياسية في النجف الأشرف خلال عشرين عاماً وذلک بتدريس التفسير والفقه والاخلاق والخطابة والتأليف.
وقد حاولَتْ الحکومة العراقية تسليمي الى سلطات الشاه حسب الطلب الذي قدّمته دائرة المخابرات الايرانية الى العراق سکني اختفيت في منزل آية الله العظمى الخوئي(ره) فزالت المشاکل.
عندما بُدِأ اخراج الايرانيين من النجف الأشرف وباقي المدن، هاجرتُ الى بيروت، وخلال خمسة سنين من اقامتي في لبنان کنت اتابع محورية القرآن في المجالات العلمية والسياسية واداء صلاة الجمعة في کل المدن اللبنانية على ضوء القرآن في حفلات مذهبية تدعوا لتشکيل حکومة اسلامية ضد الشاه. وکان هناک تأليفات جديدة للحوار مع علماء الأديان الاخرى، أوجدت اثباتات على حقانية دين الاسلام القرآني. وايضاً کان لي مناظرات مع علماء أهل التسنن والمسيحية واليهودية والدُرزي وحتى مع الملحدين والمشرکين على ضوء القرآن الکريم وانقلبوا صامتين ومحکومين بالدلائل القرآنية.
الهجرة الى مکة المکرمة
عندما اشتدّت الحرب الداخلية في لبنان هاجرتُ الى الحجاز، وخلال اقامتي سنتين في مکة المکرمة کنتُ مع العلماء السياسيين الاسلاميين من جميع البلدان على ضوء تأسيس الثورة القرآنية والسياسية، وذلک بفتح نشاطات شاملة وواسعة لتوسيع فکرة الثورة القرآنية بين المسلمين. وکانت هناک مناظرات قرآنية مع علماء الوهابية کانوا فيها هم المغلوبين أَدَّتْ الى تشيّعْ حوالي 100 عائلة من أهل التسنن في المراکز الحکومية لآل سعود (مکة المکرمة) استناداً الى الآية الکريمة (32 سورة فاطر) وآيات اخرى من القرآن الکريم. وتشرفوا الى مذهب أهل البيت عليهمالسلام.
وللمرة الثانية بعد 17 عاماً اعتقلت في مکة المکرمة ولکني نجوت من السجن وهاجرتُ الى لبنان، کان کلا الاعتقالين في مکة المکرمة، وقد کان الاعتقال الثاني ابتدأ في المدينة المنورة ثم في مکة ثم انتهى في سجن الترحيل بجدّه.
اعتقالي الأول کان في مديرية الأمن العامة للحرم الشريف ومن ثم في مرکز شرطة العاصمة في مکة وعندما کنت معتقلاً في المرة الثانية سمعتُ بأنَّ الامام الخميني هاجر الى باريس بعد مرور اسبوعين من اعتقالي وبعد ذهابي الى بيروت سافرتُ الى باريس لزيارة الامام الخميني لايجاد طرق لبدء الثورة الاسلامية في ايران.
في الايام العشرة الاولى من اقامتي في باريس کنتُ اشارک في جلسات المرحوم ليلاً ونهاراً وکان لي أيضاً خطابات عديدة في جامعات متعددة في باريس على الضوء القرآني والسياسي.
ثم هاجرت الى لبنان حَيْثُ صادَفَ سفر الامام الى ايران فسافرت انا ايضاً الى بلدي ايران. عشتُ مهاجراً لمدة 17 عاماً وحُکِمتُ فيها أربع مرات بالاعدام من قبل مخابرات النظام الايراني ودائماً کنت مطلوباً من قبلهم. ولکن بعد تأسيس الجمهورية الإسلامية في ايران کنت مؤثراً اساسياً في هذا التأسيس ودوامهُ، عن طريق الحوارات والمشاورات مع المرحوم الامام الخميني وکنت أجاوب الاسئلة والشرعية على ضوء القرآن. وشکّلتُ اقامة صلاة الجمعة لأول مرة في ايران بکافة المحافظات والمدن، وايضاً کان لي خطابات في مراکز الدولة الحکومية.
أَداء أوّل صلاة جمعة في مشهد المقدسة
أدّت أول صلاة جمعة في مشهد الى حضور ملايين المصلّيين حيث کان للأول مَرَّةٍ في عمر الجمهورية الاسلامية المنبر الدبابة والسلاح المدفعية واللباس الکفن. وقد اجتمعت الناس في تلک المدينة حاملين تواقيعهم يطالبون بتنصيبي إماماً لصلاة الجمعة في المشهد المقدس وأرسلوه الى مکتب الامام الخميني في طهران ولما وصلت بيد المرحوم، سوف کنت أقيم صلاة الجمعة بصورة مستمرة في مسجد جمکران المقدس بمدينة قم وکذلک في جامعة صنعتي شريف وبعض الأوقات في جامعة طهران. حيث بعدها أقيمت بامامة المرحوم حجةالاسلام والمسلمين طالقاني بسبب بعض الادعاءات والاتهامات من قبل عدد من المحجرين في الحوزة، قُمْتُ وقتها بِوَقْف صلاة الجمعة في قم المقدسة وداومتُ أوقاتي في تدريس وتأليف تفسير الفرقان والنتيجة هو الباقيات الصالحات من 25 مجلد في عشرة سنين بالاضافة الى التدريس باللغتين الفارسية والعربية لتفسير الفرقان. واذکر ان المرحوم آية الله العظمى العلامة الطباطبائي أوصاني بأن لا أبتدأُ بأي تأليف آخر الاّ بعد اکمال تفسير الفرقان. أدتْ الى حصيلة کبرى من الخطابات التفسيرية والفلسفية والفقهية واکثر من 113 أثر تحقيقي قرآني مطبوع ومخطوط.
ملاحظات العلماء المعاصرين حول تأليفاتي
٭ المرحوم آية الله العظمى الحکيم قال: ـ لقد سبقتَ في مدة قصيرة من الزمن کل المؤلفين في النجف الأشرف من ناحية العُدّة والعدد على الرغم من انشغالک بالثورة الاسلامية في ايران.
٭ المرحوم الامام الخميني والمرحوم الامام الخوئي(ره) قالا بخصوص کتاب المقارنات في النجف: ـ هذا الکتاب من أحسن الکتب الذي کُتبَ فيه عن اليهود والنصارى.
واخيراً حصلت على الاجتهاد في کل حقول العلوم الاسلامية مع العلم من جانب آخر کان لي اختلافات مع بعض المراجع الدينية العظام في تحقيقاتي التفسيرية على ضوء القرآن الکريم في المسائل الفقهية والأصولية والفلسفية والعقيدية والعرفانية والسياسية.
حول تفسير القرآن
في التفسير تقريباً لا توجد آية في تفاسير الشيعة أو السنة الاّ وفيها خطأ مشهود أو اغفالاً عنهُ وفي الفقه عندي تقريباً 500 فتوى على ضوء کتاب الله وسنة الرسول(ص) ذکرتها في کتاب تبصرة الفقهاء، تخالف علماء الشيعة أوالسنة واحياناً کلا الفريقتين ودليل اختلاف الوسيعة في کل الحقول والعلوم الاسلامية هو الحرية في تفکيري والتدبّر بدون تحکيم رأي على الآيات. والحقيقة اذا علماء الاسلام مارسوا القرآن کما حقّهُ ولا يفسرونه کما يريدون ويحمّلون آراءهم أو آراء غيرهم وافکارهم على القرآن سيقلل کثيراً من اختلافاتهم ويُسَبِّبُ فتاوى الاجماع وبعض الروايات المختلفة.
حول الفلسفة
الارکان الأولى للفلسفة المرسومة في الحوزات، کالقِدْمة الزمنية للعالم والأحداث الذاتية لها، سنخية الخالق والمخلوق على مبنى ضرورة سنخية العلّة والمعلول، قاعدة «الواحد لا يصدر منه الاّ الواحد» و... کلهم يخالف المأخوذات الصحيحة العقلية والقرآنية وبالطبع أخالف أکثر من النظريات الفلسفية. في منطق البشرى توجد ستة وستون (على طريقة الحروف الابجدية «الله») اختلاف بين نظريات منطقيون بنفسهم اختلافاً وأضيف عليه اختلافاتي معهم ذکرته في تفسير الفرقان (سورة أعراف المجلّد العاشر ص 37 و 48).
حول علم الأصول
الأصول العملية الموجودة في نصوص الکتاب والسنة کما ذکرناه في کتاب أصول الاستنباط، البحث والتحقيق في بحوث الفاظ ليست بصحيحة، کما ان العلماء التجريبيين لم يبحثوا عن البديهيات اللفظية واختلافنا في المسائل الفقهية هو الأکثر من باقي العلوم والجميع، على ضوء القرآن الکريم،
لقد شرحنا في الثلاثين جزء من تفسير الفرقان وبينّنا تفصيلاً على المبنى الفقهي اضافة الى مبنى التفسير ذُکر في کتب تبصرة الفقهاء ـ أصول الاستنباط ـ تبصره الوسيلة ـ على شاطيء الجمعة ـ باللغة العربية وکتب توضيح المسائل نُوين ـ فقه گويا ـ أسرار ـ مناسک و أدلة حج ـ مُفت خواران و ... .
لقد کانت الاختلافات بيني وبينهم هي أني کنتُ أعتقد بأنّ القرآن قطعية الدلالة وفصاحتهُ وبلاغتهُ على أعلى درجة وهم يعتقدون انهُ ظني بالدلالة ولا يقيمون عليه کأصل ويبقونهُ مهجوراً، أو بأني الخادم القرآني الصغير أکملت کل العلوم الحوزوية الاسلامية على يد علماء کبار في النصف الأخير منه القرن ووضعتهم على هامش القرآن.
وخلال محاوراتي مع کثير من علماء الشيعة والسنة لم يغلبوني مرة واحدة واکثرهم يعترفون بأنَّ المعارف القرآنية ليست لها أصل بالکامل في الحوزات العلمية، وأعْتَقِدُ انَّ الثورة القرآنية للامام الخميني أهم من الثورة السياسية التي لم تتحقق ويلزم تحقيقها.
الأدلّة المقبولة
أنا أقول انَّ الأدلّة الاسلامية منحصرة بالقرآن والسنة فقط، أمّا العقل والاجماع ليسا دليلاً مستقلاً عن القرآن، بل هما کاشف عن الشّرع فقط أعني انّ عقل مطلق وسليم على قياس الاولية القطعية تقول تشمل في «لا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ» النهي (لا تضربهما) والاجماع والشُهرة کذلک.
وفي النهاية فأنَّ المحور الأساسي في کل المجالات الدينية هو القرآن لأنَّ الله تعالى يقول «وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا».
وعلى هذا الأصل، في الآية المبارکة، فالمسلمون باتّباعهم الوحي الالهي من الرسول الأکرم(ص) لا يکون لهم مجالاً وملتحداً لهم إلاّ القرآن الکريم. لذلک فانَّ أي حديث متواتر أو غير متواتر اذا خالف نصّاً أو ظاهراً من القرآن يعتبر مردود أما اذا کان غير مخالف مع القرآن وليس له في هذه الحالة نفي أو اثبات حسب قوله «أطيعوا الرسول وأولى الأمر منکم مقبولةٌ وحتى هذه الأحاديث المروية من الرسول(ص) والأئمة الأطهار مأخوذة من الحروف المقطعة والرمزية کما ذکر في سورة الکهف آية 27. ان منشأ کل الاحکام هو القرآن فقط وأمّا السنة فهي مأخوذة من القرآن وهي وحي القرآن في مراحل حقائق وتأويل من الرسول(ص) ولذلک لن تکن السنة في عرض الکتاب ولا يُنسخ آية قرآنية الاّ بنصٍ أو ظاهرٍ مستقرٍ في الکتاب نفسه فقط. في الحين ظنّية کلام الوحي هو على منظار القرآن مطرود. بدلائل «لا تقل ما ليس لک به علم» والآية ليست منحصرة في أصول الدين بل تشمل الأحکام الفرعية أيضاً لأن الآية جاءت بعد بيان الأحکام الفرعية. ولهذا فإنَّ الظن لا أصل له في الأحکام الالهية «إنَّ الظنَّ لا يُغني من الحقِّ شيئاً» واذا اختفت الکتب الروائية الاسلامية، فالعلم والقدرة والرحمة الالهية لبيان حجته البالغة لازالت موجودة ولن تُنفى.
موقعْ علم الرجال: يستفاد منه في موضوعات الأحکام وبدليل أنَّ الجاعلون متون الاحاديث کانوا بامکانهم أن يجاعلون اسناد الأحاديث ايضاً وان يفعلوا کما يوجد في احاديث صحيحة السند، يخالف نصوص أو ظواهر القرآن الکريم، کما ذکرنا في کتاب «غوص في البحار» وفيها نقد على 180 من الکتب الروائية للشيعة والسنة على ضوء القرآن الکريم.
مثال: في مناظرة الامام الصادق(ع) مع ابوحنيفة، رُويت روايات بأنَّ الامام الصادق(ع) نهى عن قياس التمثيل والاولوية القطعية وقال للراوي اذا قُصَّ إصبعاً من المرأة فديّتهُ عشر ديَّه کاملة للرجل (100 مثقال ذهب) واذا قُصَّ اصبعان من المرأة فديّتهُ اثنان من العُشر وثلاثة أصابع ثلاثة من العشر وأمّا اذا قُصَّ أربعة أصابع فديّتهُ بقدر ما قُصَّ اصبعان.
اولاً: قياس الأولية في هذه المسألة وغيرها صحيح ومطابق بالکتاب والسنة والعقل، والعقلاء يعترفون بذلک.
وثانياً: هل من المعقول ان تکون الأربعة أقل من الثلاثة أو مساوية للاثنين، والقرآن قد بيّنَ ايضاً اختلاف الديّة بين المرأة والرجل ويقول «والجروح قصاص» ديّة کل عضو للنساء بمقدار ديّة کاملة للنساء وديّة أعضاء الرجال بمقدار ديّة کاملة للرجال وفي باب الإرث للنساء من الرجال، الأکثر من العلماء وقريب بالاتفاق الشيعة يقولون لا تورث النساء من ازواجهن الأموال الغير المنقولة غير مبلغ من البناء السکني فقط والآيات (12 ـ 11) من سورة النساء. لا يُميّز بين الرجل والمرأة في الميراث مکرراً الاّ في الوصيّة والدين يقول في کتابه «مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ» «وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ ... مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ وَصِيَّةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ».
تذکر الآيات عدة مرات انَّ الاستثناء في الوصيّة والدّين فقط ولا يشمل غيره کالإرثْ المنقول أو غير المنقول أبداً.
الروايات الاسلامية في هذه القضية مختلفة فأکثر فقهاء الشيعة يستندون الى الروايات المخالفة للقرآن وضمن هذه الروايات براهين تخالف العقل والشرع. مثلاً في محرومية النساء من غير المنقول ويبرهن «انَّ المرأة يمکن لها ان تتزوج وأن تأتي بزوجها الى البيت فيغتصبْ حقوق غيره لذلک لا يحق لها ان تورث من عين البيت والحقيقة هي ان الرجل له اکثر امکانية وفعالية في الزواج من المرأة وفي الغصب وهو أقوى منها، واذا کانت المرأة لا تتزوج فلماذا هي محرومة، فالنتيجة على هذه البرهنة الباطلة يعتبر الرجل أولى بمحرومية الإرث في هذا المجال. ومثلاً في قصة العاقلة على مبنى الفتوى المرسومة اذا شخصٌ بالغ بدون تعمّدٍ قتل أحداً، ديّة المقتول على العم والخال وإن کانا فقيران والقاتل غني. هذه الفتوى تخالف العقل ونصوص القرآن الکريم برمّتها، مثلاً في باب قَصْر الصلاة وافطار الصيام ما زالت سفرُ ثمانيةُ فراسخ هو رأيهم والأصل إن مسيرة يومٍ هوالميزان الاساسي في الروايات، أعني أنَّ مسافة يوم کامل 24 ساعة بوسائل السير الحالية هي أکثر من ألف کيلومتر والحقيقة أنَّ في السفر والصيام على ضوء الآية الکريمة «إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا» يعتبر القصر والافطار بشرط الخوف على النفس وما يشابه فقط. ويُقْصَرُ من کيفية الصلاة فقط. وفي الزمن الحاضر لن يَصْدُق التقصير من الصلاة ولا الافطار من الصيام أبداً. وفي مثالٍ آخر في الفتاوي المشهورة هو لزوم الطهارة بعد الجنابة عند ورود الصيام في اذان الصبح، بالرجوع الى الآيات القرآنية لن يُقيّد حيث يقول «فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ » «وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ» وهذا يعني المباشرة والأکل والشرب حتى اللحظة الأخيرة من طلوع الفجر جائز وليس هناک وقت لغسل الجنابة إلاّ بعد طلوع الفجر، روايات الشيعة والسنة توافق نص الآية الکريمة وإحدى روايات الشيعة تخالف الآية وتقول ان الطهارة واجبة وشرط لصحّة الصيام عند طلوع الفجر.
کنت أباحثُ دائماً حول العلوم الرائجة بالحوزات العلمية مع الفقهاء والمراجع الدينية ومنهم المرحوم آية الله العظمى الحاج سيد أحمد الخونساري في حِلِّيةِ زواج الزاني والزانية غير التوابين من المؤمنين والمؤمنات، قال بالاحتياط الواجب واذا کان موقتاً لا يجوز، وقال لا ينکح دلالة على صحة الزواج فلن نقدر أن نقول على هذا الزواج هو حالة زنا، فقلت حُرمة الزواج هي على الأقوى لا بالاحتياط الواجب، الآية «»«حُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ» دليل على ذلک وإن کانت الروايات مختلفة للحُرمة أو الحلية، الروايات الموافقة مقبولة فقط وغيرها مرفوضة، قال ربما کان للأئمة(ع) نظرة في الآية ونسخوها فقلت اولاً الآيات الناسخ، والمنسوخة واضح وثانياً الآية الخامسة من سورة المائدة هي آخر ما نزلت في هذا النص «وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ» وشرط العفاف من أهم شروط الزواج على أقلٍ لم يعارض «حُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ» ويحميها أکثر، لهذا الأمر الزاني والزانية حتى ثبوت العفاف لهما لا يحلُّ لهما الزواج مع المؤمنين، في هذا المجال قال على قوله بنص التحريم في الآية نعطي فتوى قطعية بحرمة زواج الزاني والزانية للمؤمنين.
وکذلک بحثتُ مع المرحوم آية العظمى الگلبيگاني هذا الموضوع فقال في هوامش «العروة» مکتوب مخطّطاً، الاحتياط واجب قلت أفتيتم بالاحتياط المستحب وقلتُ على نص الآية الاحتياط لا يجوز وإن کان واجب أو غير واجب لذا حسب النصيين القرآنيين يعتبر هذا الزواج حرام.
قال المرحوم «لا ينکِحُ» خبرٌ وليس بإنشاء فلا توجب الحرمة، فقلت اذا کان خبر بالقطع فانّهُ خبر کذب لأنَّ الزاني والزانية لا يُحِبّوا يختارون نکاح مثلهم بل يرجون ان يکون الزواج مع المؤمن فـ «لا يُنکحُ» انشاء بلفظ الخبر وقوله «حرّم» و«ذلک» مذکوران والمراجع المشار لها هوالنکاح فقط لا الزنا الذي في اللفظ مؤنث مجازي ومن المحالات اذا کان مرجع ضمير «ذلک» الزنا.
نسأل هل الزنا محرّمٌ على المؤمنين فقط ولم يُحرّم على الکفار والفاسقين؟ وعلى ذلک «حُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ» نص في الحرمة.
قال المرحوم لم يهتمّوا في کلمة «حُرّمَ» والصحيح هو الدليل الاول، وفي مسئلة المحرّمات الرضاعية المشهورة: کثير من العلماء الشيعة يفتون اذا رضع صبياً من إمرأتک هو إبنک من الرضاعة لکم واذا تزوّج وطلّق أو مات زوجته فالزواج مع زوجته حرام عليک.
جادَلنا في هذا الموضوع مع المرحوم آيةالله العظمى خميني في النجف الأشرف وقال أَنا أقبل الفتوى المشهورة قلتُ أولاً إبن الرضاعة لا يعني في الآية إلاّ في حرمة الرضاعة فقط وهل يجوز الزواج بين الأب والإبن الرِّضاعي حتّى أن يکون الإبن رضاعياً أولا، «وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ» حرم الزواج بين نساء الأبناء الصلبي والاصلي وفي النتيجة هذه الأبناء والأدعياء خارجٌ من الحکم على فرض المحال على وجود أبناء الرضاعة، الزواج مع نسائهم ليس بحرامٍ قال الفتوى المشهورة محترمة ومقبولة، ولو کانت تخالف الآية وليس لدينا رواياتٌ تؤيد ذلک وفي النِّهاية نحن مبتلون إلى الإجماعات والشُّهرة قُلتُ ـ لکن في النهاية المُوافق للنص هو المخالف للفتاوى وحرمت الرضاعة منحصرةً في الأم والأخوات فقط ولا غيرهما وإلاّ کان يقول هُنَّ من الرضاعة وکان أفصح وأبين وأتم.
وفي باب وجوب الطّاعة المطلقة من سُنَّةِ الرَّسول وسيرةِ الأئمةِ المعصومين(ع) قُلْتُ للمرحوم آيةالله العظمى الخوئي: مما تُشيرهُ الروايات والسنة القطعية غُسْلُ الجُمُعَةِ واجبٌ لماذا الإجماع والشُّهرة بين الفقهاءِ على الإستحباب؟ قال نحن مبتلون الشُّهرة والإجماع قلت هذه الإبتلاء خِلافُ کتاب الله وسنة رسولالله(ص) وعِترتِهِ المبارکة(ع).
وفي باب الزکاة «وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ» اللذان في آية 141 سورة أنعام يقول الله فيه «وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ» يَشمُلُ الزَّکاةِ قُلتُ لآيةِالله العظمى الخوئي على أنَّ الزکاة تتعلق على تسعة أشياء ما رأيُکَ في الآية قال هذِهِ الآية مَکِّيٌ والزَّکاة حُکمٌ مدني قُلتُ ثلاثين آية مَکيٌّ ومدنيٌّ موجودةٌ في حکم الزکاة وستة عشر منها مکيٌ قال هذه فقهٌ جديد. قلت هذه فقهٌ قرآني وأقدم من فِقهِکُم.
ومع المرحوم آيةالله العظمى ميرزا مهدي آشتياني عن الآية «إِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ» قال هذه التسبيح تکوينيةٌ أعني انَّ النظر الصحيح الى وجود الأشياء يوصلنا إلى وجود الله قلتُ: التَّسبيح التکويني قابِلٌ لفهم کافةِ المُکلفين وأُمِرَ بذلک، في آياتٍ ومنها «قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ» «أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ» وبالحقيقة هل ما نَظروا الى حقيقة الوجود في السماوات والارض اللذان لهما احتياج ذاتي مطلق وهما فقر محض، جاءَ بکلامٍ توبيخي وعلى ذلک التَّسبيح في «إِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ» ليس فقط تسبيح تکويني لأن الله تعالى في ما بعده يقول «وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ» والله لن يأمر المخلوقين بالذي لا يفقهون ولا يُدرکونَهُ حَتّى يأتي بکلامٍ توبيخيٍ لهم، فمع الدِّقَّة بالمعنى في الآية نُوصِلُ أنَّ کلَّ الأشياء من الجمادات والنباتات والحيوانات على تسبيح تکويني کل واحد منهم بلسانٍ خاص، وعلى بصيرة وإختيار يُسَبِّحون الله تعالى ولکن لا تُدرکونَ تَسبيحهم، هذا الفيلسوف الکبير في نهايةِ الامر، قال قولکم موافق الواقع ومقبولٌ عندي.
ومع المرحوم آيةالله العظمى حاج سيد أبوالحسن رفيعي قزويني بَحثتُ على التَّجرد وعدم تجرد الروح وقلت مضافةً على سائر الادلة على إنحصار التجرد بالله فقط، لماذا الفلاسفة في الآية «قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي» يَقولونَ انَّ الرُّوح في الآيةِ يَعني عالم الأمرِ والأمرُ هو إيجاد المجرداتِ ولکن الأمر في اللُّغة هو الأمر بشيءٍ أو بفعلٍ والآيةُ «أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأمْرُ» جاءت بعد خَلْقِ العَرْشِ وهو يعني الخلق والتَّدبير، فـ «الخلق» هو کل الخلق والأمر هو تمامُ تدبير الخلق، کما «كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ» يَنْحَصِرُ الخلقَ والايجاد علىکل الاشياء المعقولة فليس منحصرةً بخلق المادِّيات، قال نعم هکذا تفسير وإستدلال بالقرآن تعدّيٌ وتفسيرٌ بالرأي وإذا هم مع أدلتهم يعتقدون على أنَّ الروح مجردٌ لِماذا يَحمِلون هذِهِ العقيدة على القُرآن، وفي الأخير مع إقماضِ النَّظَر في هذه المباحث والمناظرات إذا يکون القرآن المحورُ الاساسي في العلوم الاسلامي ترفض اکثر النظريات الحوزوية في هذه الزمن. وهذا خطأٌ کبيرةٌ على العلوم الاسلامية اذ أنها إما لم تکن لها أبنية قرآنية وإما تکون ضد القرآن والخطأ الثاني أنه وإذا أحياناً في أکثر المحافل الحوزوية جاءت نظريةً صحيحةً مع دِقَّةٍ وتطابقٍ بدليلٍ قرآني والسنة القطعية، بحيث تکون خِلافاً للمشهور ليس بها مجالاً في الحوزاتِ العمليةِ أبدا.
في کتبهم المشهورة أو في إفتائهم مُعْلِناً (في کتب الرسالة العلمية) يُغَيِّرونها، ومنها في بحث مع المرحوم آيةالله العظمى مرعشي نجفي عن إبطال الصيام بالدُّخان في جلسةٍ خصوصيةٍ قال بدليل الأحاديث المُوثِّقَ الدُّخان ليس مبطلٌ للصِّيام قُلتُ: أولاً بدليل القرآن الکريم الذي يَنْحَصِرْ إبطال الصِّيام بالأکل والشُّرب والمباشرة والدخان لا يشمل الأکل ولا الشُّرب ولا المباشرة ونُراجع الروايات على ضوء القرآن الکريم، وأنَّ التدخين بالقطع حرامٌ «لکن لم يبطل الصيام أبدا» قُلتُ له، هَل ذکرتُم عَدَمُ. إبطال الدُّخان للصيام في الرِّسالة العملية قالَ لملاحظات الناس لا، بل حسبته من مبطلات الصيام.
هذِهِ ما کتبتُ قَصُّ من قِصصُ حَقٍّ، ومن جهدي المستمرَّ لنشر الثَّورة القرآنية في أَنحاءِ العالم. نَحنُ منتظرون يومَ إنتشار المعارف القرآنية وإحيائِها بيد صاحب العَصرِ والزَّمان الإمام المهدي(عج).
قم محمد صادقي تهراني
15/خرداد/1373 هـ ش
15/خرداد/1373 هـ ش